كذب المفتري" ص (٢٩): واعلم أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء -رحمة الله عليهم- مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم، والاقتداء بما مدح الله به قول المتبعين من الاستغفار لمن سبقهم وصف كريم.
المأخذ الثاني: الغفلة والتغير.
قال ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ٦٤٤): وقد نسب إلى الغفلة. وقال الحافظ في "اللسان" (٧/ ٢٥٧): وذكر بعضهم أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره، ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب "الضعفاء" له، وقطع بترك الرواية عنهم، ومنع من الاحتجاج بهم، ثم أخرج أحاديث بعضهم في "مستدركه" وصححها.
وقال العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في "التنكيل" (١/ ٤٥٦):
لعل المراد بقوله: "ذكر بعضهم" ما في "تذكرة الحفاظ" (٣/ ١٠٤١) عن بعضهم (١) أن الحاكم قال له: "إذا ذاكرتُ في باب لا بد من المطالعة لكبر سني. وهذا لا يستلزم الغفلة. ثم قال -رحمه الله - (١/ ٤٥٩): لكنه مع هذا كله لم يقع خلل ما في روايته؛ لأنه إنما كان ينقل من أصوله المضبوطة، وإنما وقع الخلل في أحكام، فكل حديث في "المستدرك" فقد سمعه الحاكم كما هو، هذا هو القدر الذي تحصل به الثقة، فأما حكمه، ... ، فهذا