سمع بنيسابور: أبا علي الميداني، وأبا العباس الأًصم، وجماعة، وبمكة -حرسها الله-: أبا بكر الفاكهي، وببغداد: أبا سهل بن زياد، وبالكوفة: أبا بكر بن أبي دارم، وبجُرجان: أبا أحمد بن عدي، وغيرهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم -وهو أكبر منه، مات قبله بست عشرة سنة- وأبو بكر البيهقي-وأكثر عنه- وأبو بكر الخطيب، وأبو محمَّد الجويني، وأبو صالح المؤذن، ووصفه بالقاضي الجليل - وأبو القاسم القشيري، وخلائق آخرهم موتًا عبد الغفار بن محمَّد الشِّيروي.
قال الحاكم في "تاريخه": درس الفقه على ابن الوليد، وأملى سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقلد قضاء نيسابور. وخرجت له فوائد سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. قال عبد الغفار الفارسي: ذكره الحاكم أبو عبد الله بذكر أسلافه، ولم يأل جهدًا في تعريف بيته ونسبه وحاله وسيره. وقال الذهبي: أثنى عليه الحاكم، وفخَّم أمره، وقال: كان جدهم الأكبر سعيد بن عبد الرحمن الحَرَشي خليفة الأمير عبد الله بن عامر بن كُريز على نيسابور، تلا أبو بكر بأحرف على أبي بكر الإِمام، وعقد له مجلس النظر في حياة الأستاذ أبي الوليد.
وعقدت له مجلس الإملاء سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقال أبو بكر محمَّد بن منصور السمعاني في "أماليه": تولى قضاء نيسابور مدة، وكان من فقهاء أصحاب الشافعي، وهو ثقة في الحديث. وقال عبد الغفار الفارسي: ظهرت بامتداد عمره بركة إسناد الأصم، حتى أفاد الخلق الكثير، والجمَّ الغفير بالسماع منه، وصارت حياته تاريخًا في إسناده، وكان من أصح أقرانّه سماعًا، وأوفرهم إتقانًا، وأشرفهم أصلًا ونسبًا، وأكثرهم