عبد الرحمن السُّلمي، وأبو الحسن الطِّرازي، وأبو القاسم السَّرَّاج، وابن مندة، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وخلق.
قال الحاكم في "تاريخه": قصدته للنصف من المحرم من سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، فسألته عن سنِّه، فقال: أنا اليوم ابن ستٍ وثمانين سنة.
قلت: في أي سنة دخلت الشام؟ قال: دخلت الشام سنة ستٍ وستين ومائتين. قلت: ابن كم أنت؟ قال: ابن اثنتي عشرة سنة، وقد كنتُ سمعت أبا حامد يذكر مولدة سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين، ودخلت عليه يومًا فوجدته ضيِّق الصدر، فقال: ألا تراقبون الله في توقير المشايخ؟ أما لكم حياء يحجزكم عن تحقير المشايخ؟ فسألته ما أصابه، فقال: جاءني أبو علي الحافظ وأنكر روايتي عن أحمد بن أبي رجاء المصيصي، وهذا كتابي وسماعي منه. ثم قال: رأيت -والله- أكبر من أحمد بن أبي رجاء، فقد كتبت عن ثلاثة عن عبد الرحمن بن مهدي، وعن ثلاثة عن مروان الفزاري، وهذا حفيدي -وأشار إلى كهل واقف- ابن نيف وستين سنة.
وسمعت أبا حامد الحسنوي يقول يومًا: قد أخرجت من شيوخي من اسمه أحمد، فخرج مائة وعشرين شيخًا. وسمعته يقول -أيضًا-: ما رأيت أعجب من أمر هذا الأصم، كان يختلف معنا إلى الربيع بن سليمان، وكان منزل ياسين بن عبد الأحد القِتباني لزيق منزل الربيع، ولم يسمع منه الأصم، فكتبت قوله هذا وناولته أبا العباس الأصم، فصاح، وقال: يا معشر المسلمين، بلغني أن ابن حسنويه يروي عن الربيع بن سليمان، وابن عبد الحكم، وغيرهما من شيوخي من أهل مصر، ويذكر أنه كان معي بمصر، ووالله ما التقينا بمصر قط، ولا عرفته إلا بعد رجوعي من مصر.