وتخرج به جماعة من التلامذة، وظهرت بركة علمه وإتقانه وحفظه وحسن نصيحته ووفور ديانته، وبقي كذلك إلي أن توفي، وقد ذكره الحاكم وأثنى عليه، ولكنه بقي مدة بعده، واشتهر اشتهارًا ظاهرًا وقد فات والدي السماع منه مع إمكانه. وقال السمعاني: كان من الحفاظ المكثرين، وكان إمامًا فاضلًا مكثرًا من الحديث. وقال ابن الصلاح: كان أحد الحفاظ المجودين، ومن أهل الورع والدين. وقال ابن عبد الهادي: الإِمام الحافظ البارع. وقال الذهبي: كان إمامًا في هذا الشأن، واسع الحفظ، ارتحل إلى بخارى وسمرقند وهراة وجرجان والري ونيسابور، وما أراه وصل إلي العراق. وقال مرة: الحافظ الإِمام المجود، من الحفاظ الأثبات المصنفين. وقال -أيضًا-: إمام كبير، وحافظ مشهور، وثقة صدوق. وقال في موضع آخر: كان عديم المثل. وقال ابن ناصر الدين في "بديعته":
ثم فتى منجويه الإمامُ ... حافظة كتابه تمامُ
وقال في شرحها: كان أحد الحفاظ المجودين، ومن أهل الورع والدين، ثقة من الأثبات.
مات في خامس المحرم، سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة، وله إحدى وثمانون سنة.
قلت:[حافظ مكثر مصنف ورع].
"مختصر تاريخ نيسابور"(٣٧/ ب)، "الإكمال"(١/ ٤٥٦)، "المنتخب من السياق"(٨٨)، "الإنساب"(٥/ ٢٨٥)، "مختصره"(٣/ ٢٦١)، "طبقات علماء الحديث"(٣/ ٢٨١)، "النبلاء"(١٧/ ٤٣٨)، "تذكرة الحفاظ"(٣/ ١٠٨٥)، "تاريخ الإِسلام"(٢٩/ ٢٠٨)، "العبر"