لقلِّدته أحد الجانبين، ولكن ليس في أعمال أجَلُّ عندي من الحرمين، وقد قلدته الحرمين، فانصرفت من حضرة الوزير، ووصل العهدُ إليّ، فكان هذا السبب فيه.
قال الحاكم: زادني بعض مشايخنا في هذه الحكاية: أن القاضي أبا الحسين قال: قلت للوزير: أَيَّدَ الله الوزير، بعد أن رضي أمير المؤمنين المسألة وتأمَّلَها، وجَبَ على الأمير أن يُنجز أمره العالي، بأنه يَرُدُّ السَّهْمَ إلي ذوي الأرحام، وأنه أجاب إليه وفعله. وقال الشيرازي في "طبقاته": به وبأبي سهل الزّجاجي تفقه فقهاء نيسابور من أصحاب أبي حنيفة -رحمه الله تعالي-. وقال الذهبي: العلامة، شيخ الحنفية، روى عنه الحاكم وقرَّضه. وقال ابن أبي الوفاء القرشي: شيخ أصحاب أبي حنيفة في زمانه بلا مدافعة، تفقه وبرع في المذهب.
توفي ضحوة يوم السبت الحادي والعشرين من المحرم، سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة في سبعين سنة، وصلى عليه الشيخ أبو العباس الميكالي.