سأكتم ما ألقاه يا نور ناظري ... من الودكي لايذهب الأجرُ باطلا
وقد جاءنا عن سيد الخلق أحمد ... ومن كان برًّا بالأنام وواصلا
بأن من لم يمت بالحب يكتم سره ... يكون شهيدًا في الفراديس نازلا
رواه سويدٌ عن علي بن مُسْهر ... فما فيه من شك لمن كان عاقلا
وقال الحاكم في "أسئلة الدارقطني": وذكر -يعني الدارقطني- أحمد بن منصور الشيرازي، فقال: يتقرب إلى بكتب يكتبها، وقد أدخل بمصر وأنا بها أحاديث على جماعة من الشيوخ.
قال الذهبي: قلت: ذكر يحيى بن مندة ما يدل على أن الذي دخل مصر، وأدخل على شيوخها رجل آخر، اسمه: أحمد بن منصور.
قال مقيده -عفا الله عنه-: نص كلام الحافظ يحيى بن مندة: الذي صنع ذلك آخر اسمه أحمد بن منصور، وكانا أخوين، والغلط وقع في اسمه اهـ. قلت: وعلى فرض أنه هو فلا يلزم من ذلك القدح فيه مطلقًا؛ لأن العلماء قد عرف من عاداتهم أنهم قد يفعلون نحو ذلك اختبارًا للشيوخ، والله أعلم. وقال الذهبي: الإِمام الحافظ الجوال، روي عنه أنه قال: كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث. وقال الحسين بن أحمد الشيرازي: لما مات أحمد بن منصور الحافظ جاء إلى أبي رجل فقال: رأيته بالجوهر فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأكرمني، وأدخلني الجنة، فقلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
مات بشيراز في شبعان سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وهو ابن ثمان وستين سنة.