في أعمال كثيرة: النبدرة والبريد وردت تلك الحضرة، سنة خمس وخمسين وهو بآلاتٍ سرِية وغلمان ومراكب، ثم وردتها بعد ذلك وقد نقص، فكان كثير الاجتماع معي، وحفظه كما كان، فكنت أتعجب منه.
وأنشدني أحمد بن أبي الليث المصري، أنشدني محمَّد بن جَعْفَر قال: أنشدنا أبو العز لنفسه:
ليس لي مالٌ سوى كرمي ... فيه لي أمنٌ بن العدمِ
لا أقول الله يظلمني ... كيف أشكو غير متهمي
قنّعت نفسي بمارُزقتْ ... وتمطّت في العُلى هممي
ولبستُ الصبر سابغةً ... هي من قرني إلى قدمي
وإذا ما الدهر عاتبني ... لم يجدني كافرَ النعمِ
وقال السمعاني: كان حافظًا فاضلًا فهمًا رحل من المغرب إلى المشرق، وأدرك الشيوخ والأسانيد، وذاكر الحفاظ. وقال الذهبي في "التذكرة": لا أعرف هذا الرجل غير أن الحاكم قال: قدم نيسابور، وهو باقعة في الحفظ .... وقال في "النبلاء": الإِمام الحافظ البارع الناقد، صاحب التصانيف، روى عنه الحاكم، والقدماء، ورأيت تصنيفًا في "السنن" مخرومًا أظنه له، وما أحسب أنه وقع لي شيء من حديثه؛ إلا أن يكون بالإجازة. وقال ابن ناصر الدين في "بديعته":
وابن أبي الليث النصيبي المصري ... فاضلهم في شأننا وشعر
وقال في شرحها: كان من الحفاظ الأيقاظ، آية في الحفظ.