قال الحاكم في "تاريخه": كان من صالحي أهل العلم والمتقدمين في معرفة القراءات، طلب العلم بخراسان والعراق، وهو من أجل بيت لأهل الحديث بهراة.
وحدث الحاكم عنه بسند له عن محمَّد بن الحسن، أن امرأة قالت لزوجها: يا سُفْلة، فقال لها: إن كنتُ سفلةً فأنت طالق ثلاثًا، فاختصما إلى أبي حنيفة، فقال: للزوج: أحائك أنت؟ قال: لا، قال: أسَمّاك أنت؟ قال: لا، قال: أحجّام أنت؟ قال: لا، قال: قُمْ، فلست سُفْلَةً. وذكره أبو نصر الفامي في "تاريخ هراة" ويوسف بن أحمد الشيرازي الحافظان، وقالا: كان في عدة من العلوم إمامًا؛ منها الحديث ومعاني القرآن والقراءات والفقه والأدب، وله تصانيف كثيرة كلها في غاية الحسن منها في علم القرآن كتاب "الشافي" وكتاب "الكافي"، وفي علم الحديث كتاب "الجمع بين الصحيحين"، وغير ذلك، وكان في الزهد والتقلل من الدنيا آية، وفي الأمانة بلا نظير، فلم تجد سوق فضله بهراة نَفَاقًا, ولم يرزق عزة علمه بها نفاقًا، وكان الصول إذ ذاك للإمام يحيى بن عمار -رحمهم الله تعالي-، وفي كتابه "المناقب" يقول: لقيت جماعة من أصحاب أبي العباس -يعني: ابن سريج- فمنهم من سمع الحديث منه، ومنهم من تفقه عليه، ومنهم من حكى لي عنه حكايات. وقال أبو سعد السمعاني: له رحلة إلى خراسان والعراق، وكان من أهل العلم والقرآن؛ صنف التصانيف وسمع الحديث. وقال ابن الصلاح: أخذ عن الداركي، وصنف في علوم، وله تأليف في مناقب الشافعي، وكتاب في درجات التائبين،