مندة، وغُنجار، وأبو علي الحسين بن محمَّد الماسرجسي، ومنصور الكاغدي، وغيرهم.
قال الحاكم في "تاريخه": محدث خراسان في عصره، وما أراه جلس في حانوت قط، فإنه كان ينادم الأمراء المقدمين من آل سلمان لأدبه وفصاحته وتقدمه، وقد كان سمع من أبي حاتم الرازي، وذهب سماعه منه، وقد كان سمع التاريخ من أبي خيثمة مع ابن قريش، وسماعه كان عنده، فقصرنا في طلب سماعه ثم فاتنا الكتاب فلم نجده عاليًا عند أحد، وقد كان أبو أحمد ورد نيسابور مع الأمير السعيد، وسمع منه مشايخنا أبو علي الحسين الماسرجسي، وأبو أحمد بن علي الرازي، وغيرهما، سمعتهما جميعًا يذكران سماعهما بنيسابور، وأما أنا فإني أقمت عليه سنة ست وأربعين وثلاثمائة، ونظرت في أكثر كتبه إلى أن ورث من مولى له مات بسمرقند ميراثه فتأهب للخروج بنفسه في طلب ذلك الميراث، فشيعته إلى كشمهين، وقرأت عليه بها البقايا التي كانت بقيت عليَّ، وخرج إلى بخارى وقُضِيَتْ حوائجه، وسئل المقام بها. وقال الخليلي: ثقة، وُيعرف بزدخمسين، روى عنه الحفاظ؛ الحاكم وأقرانه.
وقال السمعاني: إنما لقب بالدُّخمسيني لأنه أمر لرجل من أهل العلم بخمسين، فاستزاد، فقال: زده خمسين، فلقب بالدُّخمسين، كان من أهل مرو، وكان فاضلًا مسنًا، وكان مختصًّا بالأمراء السامانية؛ يدخل عليهم ويصحبهم ويقربونه ويكرمونه لفصاحته وتقدمه، وكان خرج إلى العراق، وأقام بها ثلاث عشرة سنة، وآخر من حدَّث عنه فيما أظن بسمرقند منصور الكاغدي. وقال الذهبي: المحدث الرحال الإِمام، ما علمت أنا به بأسًا.