تعصُّبًا, لأنه أستاذي يعني أبا علي، ولكني لم أر مثله قط.
وقال الدارقطني: حافظ متقن. وقال مرة: إمام مهذَّب. وقال الحافظ أبو بكر بن أبي دارم: ما رأيت ابن عقدة يتواضع لأحد من الحفاظ كما يتواضع لأبي علي النَّيسابُوري. وقال أبو عبد الله ابن مندة: ما رأيت أحفظ منه. وقال أبو عبد الله الزبير الإسداباذي: كنا في السفر أسن من أبي علي، وهو أحف منا، وكنا نكتب بانتخابه، وما رأيت له زلة قط، إلا روايته عن عبد الله بن وهب الدينوري، وابن جوصا. وقال أبو بكر ابن الجعابي: أبو علي أستاذي في هذا العلم. وقال أبو يعلى حمزة بن محمد العلوي: ما رأيت بخراسان أحفظ للحديث منه، ولقد جهدت به أن ينشط في الخروج إلى بلادنا ليقضي الواجب من حق علم، فلم يفعل. وقال أبو بكر بن المقرئ: إني لأدعو له في أدبار الصلوات، كنت أتبعه في شيوخ مصر والشام حتى حصلت على ما أرويه. وقال الخليلي في "الإرشاد": الحافظ الكبير، إمام وقته، متفق عليه، تلمذ عليه الحفاظ وارتحل إلي العراقين والشام ومصر، ولقب في صباه بالحافظ، سمعت من يحكي عنه قال: دخلت الكوفة فدققت على ابن عقدة بابه، فقال: من؟ فقلت: أبو علي النَّيسابُوري الحافظ، فلما دخلت عليه ذاكرني، وقال: أنت الحافظ؟ قلت: نعم. قال: لعلَّك تحفظ ثيابك! فلما رجعت إلى الشام لقيته فذاكرني، ثم قال: أنت -والله- اليوم أبو علي الحافظ، قد غلبتني. وقال الخطيب: كان واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع، مقدمًا في مذاكرة الأئمة، كثير التصنيف. وقال أبو القاسم الدمشقي في "تاريخه لدمشق": رحل في طلب الحديث، وطوف وجمع فيه وصنف. وقال