وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو مسلم غالب بن علي الرازي، وأبو يعقوب النَّهرجوري، وأبو الحسن بن الصائغ الدينوري، وغيرهم.
قال الحاكم في "تاريخه": العارف أبو عثمان الزاهد، ولادته بالقيروان في قرية يقال لها كركنت، وكان أوحد عصره في الورع والزهد والصبر على العزلة، لقي الشيوخ بمصر، ثم دخل بلاد الشام، وصحب أبا الخير الأقطع، وجاور بمكة -حرسها الله- سنين فوق العشر، وكان لا يظهر في المواسم، وخرجت من مكة -حرسها الله- متحسرًا على رؤيته، ثم انصرف إلى العراق لمحنة لحقته بمكة -حرسها الله- في السُّنَّة، فسئل المقام بالعراق فلم يجبهم إلى ذلك، فورد نيسابور، فاعتزل الناس أولًا، ثم كان يحضر الجامع. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أقام في الحرم مدة، وكان شيخه، وكان أوحد في طريقته وزهده، بقية المشايخ وتاريخهم، لم نر مثله في علو الحال، وصون الوقت، وصحة الحكم بالفراسة، وقوة الهيبة، كان مقيمًا بمكة -حرسها الله- سنين، فسعى به إلى العلوية في زور نسب إليه، وحرش عليه العلوية حتى ضرب وشهر على جمل وأخرجوه من مكة -حرسها الله-، فرجع إلى بغداد، وأقام بها سنة، ثم خرج منها إلى نيسابور.
وقال الخطابي: إن كان في هذا العصر أحد محدِّث كان أبو عثمان المغربي. وقال الخطيب: كان من كبار المشايخ له أحوال مأثورة، وكرامات مذكورة. وقال القشيري: واحد زمانه، لم يوصف قبله مثله، أوصى بأن يصلي عليه أبو بكر ابن فورك. وقال الذهبي: الإمام القدوة، شيخ الصوفية، سافر وحج، وجاور مدة، ولقي مشايخ مصر والشام.