سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وأقام عندنا إلي سنة سبع، ثم خرج إلي العراق، ثم دخل الشام، ومصر، وجمع الحديث الكثير، وانصرف إلي بغداد سنة أربعين، ودخلتها وهو بها سنة إحدى وأربعين، وكان جمع على "الصحيحين"، وجوَّده، ثم اجتمعنا بعد ذلك بنيسابور، ثم كتبنا عنه ببخارى سنة خمسٍ أو ستٍ وخمسين وكان قلَّما يفارقنا سنين.
سمعت عبد الصمد محمد البُخارِي يقول: سمعت أبا بكر بن حرب -شيخ أهل الرأي في بلدنا- يقول: كثيرًا ما أرى أصحابنا في مدينتنا هذه يظلمون أهل الحديث، كنت عند حاتم العتكي، فدخل عليه شيخ من أصحابنا من أهل الرأي، فقال: أنت تروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بقراءة فاتحة الكتاب خلف الإمام؟ فقال: قد صح الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بقراءة فاتحة الكتاب خلف الإمام؟ فقال: قد صح الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك -يعني قوله:"لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب"-، فقال له: كذبتَ إن فاتحة الكتاب لم تكن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، إنما نزلت في عهد عمر بن الخطاب.
قال الذهبي: إسنادها صحيح.
وقال ابن أبي العقب: كان من أصحاب الحديث. وقال الذهبي: الإمام الحافظ الرحَّال النحوي الأوحد.
توفي ببخارى في شهر رمضان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وقيل: بالدينور سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
قلت:[حافظ نحوي أديب].
"مختصر تاريخ نيسابور"(٤٥/ ب)، "المؤتلف والمختلف"(٤٣)،