رأيت أفقه من الدَّاركي. وقال محمد بن أبي الفوارس: كان ثقة في الحديث، وكان يتهم بالاعتزال، ولم أسمع منه شيئًا لأنه حدَّث وأنا غائب، وقدمت وهو يعيش، فلم أرزق أن أسمع منه شيئًا. وقال العتيقي: شيخ الشافعيين، وكان ثقة أمينًا وانتهت الرياسة إليه في مذهب الشافعي. وقال عيسى بن أحمد بن عثمان الهَمَذَاني: وكان عبد العزيز الدَّاركي إذا جاءته مسألة يُسْتَفْتَى فيها، تفكر طويلًا ثم أفتى فيها، وربما كانت فتواه خلاف مذهب الشافعي، وأبي حنيفة - رضي الله عنهما -، فيقال له في ذلك، فيقول: ويْحَكُم حدث فلان عن فلان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا وكذا، والأخذ بالحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولي من الأخذ بقول الشافعي، وأبي حنيفة - رضي الله عنهما - إذا خالفاه. وقال الخطيب: الفقيه الشافعي، نزل نيسابور عدة سنين ودَرَّس بها الفقه، ثم صار إلي بغداد، فسكن بها إلي حين موته، وكان يُدَرِّس ببغداد في مسجد دعلج بن أحمد بدرب ابن خلف من قطيعة الربيع، وله حلقة في جامع المدينة للفتوى والنظر، وكان ثقة. وقال الشيرازي في "طبقاته": كان فقيهًا محصّلًا، تفقه على أبي إسحاق المروزي، وانتهى التدريس إليه في بغداد، وعليه تفقه الشيخ أبو حامد الإسفراييني، وأخذ عنه عامة شيوخ بغداد وغيرهم من أهل الآفاق. وقال الذهبي: الإمام الكبير، شيخ الشافعية بالعراق، وكان ثقة صدوقًا.
توفي في ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لثلاث عشرة خلون من شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ودفن في الشونيزية عند قبر جعفر الخلدي، عن نيف وسبعين سنة، وقيل توفي في ذي القعدة، قال