قاصدًا لصحبة أبي علي الثقفي، وذلك في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، فلزم أبا علي إلى أن مات، ثم كان يسافر ويحج، وينصرف إلى نيسابور، وسمع أبا عبد الله محمَّد بن أيوب، ويوسف بن عاصم الرَّازيين، وأقرانهما، ودخلت عليه لما بلغني خروجه إلى مرو وذلك في المحرم من سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فسألته عن سِنِّه فذكر أنه ابن ثلاث وتسعين سنة، ولم يزل كالريحانة، عند مشايخ التصوف في بلدنا وسائر البلدان، ثم بلغني أنه دخل بخارى، وحدث بها.
وقال أبو سعد الكنجروذي: الشيخ الصالح. وقال السمعاني: كان جده أبو حاتم محمَّد بن عبد الوهاب التاجر من أهل سجستان سكن الري، وولد أبو سعيد بها، وقدم خراسان على كبر السنن، وخرج إلى ما وراء النهر، وحدث بتلك البلاد، وانتشرت رواياته، سمع ابن الضريس، وكان آخر من روى عنه. وقال الخليلي في ترجمته ابن الضريس من "الإرشاد": وادعى بنيسابور -بعد السبعين والثلاثمائة- شيخ يقال له: أبو سعيد السجزي فروى عنه، وتكلموا فيه، ولم يصح سماعه منه. قال الذهبي معلقًا على كلام الخليلي: قلت: أبو سعيد السجزي آخر -إن شاء الله- ما هو بصاحب الترجمة.
قال مقيده -عفا الله عنه-: ظاهر ترجمته تدل على أن الخليلي عني صاحب الترجمة، والله أعلم. وقال الذهبي في "النبلاء": الشيخ المعمر الزاهد، شيخ الصوفية، مسند الوقت، عمر دهرًا، وصفه الكنجروذي بالصلاح، وحديثه مستقيم، ولم أر أحدًا تكلم فيه، وسماعه من ابن الضريس يقتضي أن يكون وله ستة أعوام. وقال في "تاريخه": هو آخر من