للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المجهولين، وأصحاب الزوايا، وكان أبو عبد الله بن مندة الأصبهاني سيء الرأي فيه، وما أُراه كان يتعمد الكذب في فضله. وقال الخطيب: في رواياته غرائب، ومناكير، وعجائب. وقال عمر بن محمَّد النسفي في "تاريخه لعلماء سمرقند": صاحب الأخبار الغريبة، والحكايات العجيبة، روى عن الأجلة، ودخل سمرقند، وأقام بها مدة، وولد له بها، أبو روح عبد الحق، ودخل نسف -أيضًا- فكتب عن شيوخ نسف، وكتبوا عنه، ودخل بخارى وسكنها إلى أن مات، وقال السمعاني: كان محدثًا، فاضلًا، حافظًا، حسن الشعر، مليح النادرة، غير أنه ضعيف في الرواية. وقال الذهبي في "الميزان": حدث بنيسابور عن يحيى بن صاعد وطبقته بمناكير وأوابد. وقال في "المغني": صاحب مناكير وأوابد، مات ببخارى يوم الأحد التاسع عشر من محرم سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. وقال الذهبي: غلط من سمى وفاته سنة ست وستين وثلاثمائة، إنما توفي سنة أربعٍ وسبعين.

قلت: [واهي الحديث على سعة معارفه وكثرة رحلته] والرجل لم يذكره أحد بإتقان في نفسه حتى يقال: إن المناكير في روايته بسبب شيوخه المجاهيل، فوجود المناكير والعجائب في روايته -مع كثرة ذلك-؛ يدل على وهاء روايته، ويدل على ذلك كلام الذهبي في روايته الأوابد عن يحيى بن صاعد، مع عدم التصريح بكونه ضابطًا؛ يدل على وهاء روايته، ووجود من نيفي عنه تعمد هذه العجائب، ويضطر إلى الثناء عليه في صحة سماعه من شيوخه، كل هذا يدل على شدة نكارة رواياته، مما قد يجعل بعضهم يغمز في صدقه، ويطعنه في سماعاته، فكان هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>