وأبا محمَّد الجريري، وأبا عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري، وحدَّث عن أبي جعفر محمَّد بن عبد الرحمن السامي الهروي، ومحمد بن عبد المجيد البوشنجي، وأبي علي الحسين بن إدريس الهروي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الحسن محمَّد بن علي بن الحسين الهَمَذاني، وأبو محمَّد عبد الله بن يوسف الأصبهاني.
قال الحاكم في "تاريخه": الصوفي الزاهد، الورع العالم السخي، المجود، ورد نيسابور أول ما وردها سنة سبع وتسعين ومائتين، والمشايخ متوافرون والأسانيد باقية، فلم يشتغل إلا بأصحاب المعاملات، فصحب أبا عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد مدة، ثم خرج فلقي شيوخ التصوف بالعراقين والشام، وانصرف، وكان له خرجات، وآخرهن استوطن بنيسابور سنة أربعين وثلاثمائة، فبنى له دار التصوف، ولزم المسجد، وتخلف عن الخراج، واعتزل إلى أن توفي بنيسابور سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، ودفن بقرب أبي علي الثقفي. وقال مرة: سمعت أبا الحسن البوشنجي الذي لم أر في أهل التصوف مثله. وقال -أيضًا-: شيخ الصوفية بخراسان. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: كان أوحد فتيان خراسان، وهو من أعلم مشايخ وقته بعلوم التوحيد، وعلوم المعاملات، وأحسنهم طريقة في الفتوة والتجريد، وكان ذا خلق متدين، متعهدًا للفقراء. وقال مرة: أحد فتيان خراسان بل أوحدهم، والمشهورين بالفتوة، صحب مشايخ العراق والشام، أكرمه جميع المشايخ، وله شأن عظيم في الخلق والفتوة، يرجع إلى فنون العلم، كان متكلمًا عالمًا بعلوم القوم، وأسند الحديث، وكان إسناد أكثر الخراسانيين في وقته، وانقطعت طريقة