قال الحاكم في "تاريخه": العبد الصالح، أبو الحسن المعروف بالصيرفي الزاهد، ما رأيت في مشايخنا أصبر على الفقر منه، صحب أبا عثمان سعيد بن إسماعيل بخراسان، وأبا القاسم الجنيد بالعراق، وسمع بخراسان: أبا عبد الله البوشنجي، ويوسف بن موسى المروروذي، وأقرانهما، وبالعرق: أبا خليفة، وجعفر الفريابي، وأقرانهما، وبالشام: أبا الفوارس صاحب النفيلي، وصاحب المعافي بن سليمان، وأقرانهما، وكتب بمصر، والعراق، والحجاز، وكان من الثقات في الرواية -رحمة الله عليه- وعقد المجلس يملي سنين. سمعت أبا الحسن علي بن بُنْدار الزّاهد يقول: كنت يومًا على باب داري في الزقاقين؛ إذ أقبل أبو عثمان سعيد بن إسماعيل فاستقبلته، فقال لي: يا أبا الحسن أدخل أو أمرّ؟ فقلت: إن دخل الشيخ فهو أحبّ إليَّ، فنزل ودخل الدار، فنظر إلى مصلى مبسوط فتقدّم ووقف وكبّر للصلاة، فغدوتُ إلى السوق فأخذت الحواري والشواء والجمد والسكر الطبرزد الأبيض، ثم جئت فطرحت السكر في كوز حديد مع الجمد وصنعته، فلما فرغ من صلاته قَدَّمت إليه الخبز والشواء فتناول منه، ثم شرب من ذلك الشراب، ثم بكى، فقال: هذا لعمري من النعيم الذي نحن عنه مسؤولون، فلما قام ليخرج قال لي: يا أبا الحسن، بارك الله فيك وفي بيتك، ثم قال: أفطر عندك الصائمون، وأكل طعامك الأبرار، وصلَّت عليك الملائكة.
حدثني علي بن بُنْدار الصُّوفي العبد الصالح، نا إسحاق بن محمَّد بن إبراهيم العدل بمرو، نا محمَّد بن عبد الله بن قُهْزاد قال: سمعت عبدان