قال الحاكم: ذكرته للدارقطني فذكر من إدخاله على الشيوخ شيئًا فوق الوصف، فإنه أشهد عليه، واتخذ محضرًا بأحاديث أدخلها على دعلج بن أحمد. وقال السلمي في "سؤالاته"؛ سألت الدارقطني عنه، فقال: سكت وسكتنا. وقال أبو القاسم التنوخي: سمعته يقول: كنت عند القاضي ابن الأشنائي وهو يحدِّث عن محمَّد بن علي العلوي -المعروف بابن معية- عن فاطمة بنت عبد العزيز، فقلت له: أيها القاضي: ما كتبت أنت عن فاطمة هذه؟ فقال: لا، فقلت له: فإني أنا قد كتبت عنها، وعن أختها أم الحسن، فقال لي: أين كتبت عنهما؟ فقلت: بالكوفة سنة أربع عشرة وثلاثمائة، أفاد في عنها أبو العباس ابن عقدة، ودفعت إلينا رزمة بخط جدها عبد الرحمن بن شريك عن أبيه، ودفعت إليها عشرة دراهم، فقال لي ابن الأشنائي: لا إله إلا الله، يأخذ مني أبو العباس ألف دينار، وكذا وكذا ويعطيني عن ابن معية عنها، وتأخذ هي منك عشرة دراهم، ويعطيك عنها ابن عقدة بلا شيء!! فقلت له: كذا رزقت. وقال القاضي أبو بكر الداودي: كان من أحفظ الناس لمغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسردها من حفظه، إلا أنه كان كذابًا؛ يدعي ما لم يسمع، ويضع الحديث، ورأيت في كتبه نسخًا عتيقًا قد قطع من كل جزء أول ورقة فيه وكتب بدلها بخطه، وسمَّعَ فيها لنفسه. وقال محمَّد بن أبي الفوارس: كان مخلطًا في الحديث. وقال الخطيب: كان يتعاطى الحفظ والمعرفة، وكان ضعيفًا. وقال الذهبي: متهم بالوضع والكذب، وكان ذا حفظ وعلم. وقال مرة: كذاب. وقال ابن عراق: يضع الحديث. قال التنوخي: سمعته يقول: ولدت في أول سنة ثمان وتسعين ومائتين، وسمعت الحديث أول سماعي إياه في سنة ست