للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وقد جرى في مجلسه ذكره وتغفله: دخل عندي يومًا ومداسة بيده، فقبَّل الأرض وجلس، وترك المداس إلى جانبه، وأنا أراه وأراها، وهو بالقرب مني، فلما أراد أن ينصرف قبل الأرض، وقدم المداس ولبسه وانصرف. وإنما ذكر هذا في معرض غفلته وقلة اكتراثه. وقال المسبِّحي: أخبرني أبو الحسن المنجم الطبراني أنه طلع معه إلى جبل المقَطَّم، وقد وقف للزهرة، فنزع ثوبه، وعمامته، ولبس ثوبًا نساوَيا أحمر، ومقنعة حمراء تقنع بها، وأخرج عودًا فضرب به، والبخور بين يديه، فكان عجبا من العجب. وقال ابن خلِّكان: هو صاحب "الزيج الحاكمي" المعروف بزيج ابن يونس، وهو زيج كبير، رأيته في أربع مجلدات، بسط القول والعمل فيه، وما أقصر في تحريره، ولم أر في الأزياج على كثرتها أطول منه، وذكر أن الذي أمره بعمله وابتدأه له العزيز أبو الحاكم صاحب مصر، كان مختصًا بعلم النجوم، متصرفًا في سائر العلوم، بارعًا في الشعر، وعلى إصلاحه، لزيج يحيى بن منصور تعويل أهل مصر في تقويم الكواكب، وعدَّله القاضي أبو عبد الله محمَّد بن النعمان في جمادى الأولى سنة ثمانين وثلاثمائة، وخلف ولدًا متخلفًا باع كتبه، وجميع تصانيفه بالأرطال في الصابونيين، وكان قد أفنى عمره في الرصد والتسيير للمواليد، وعمل فيها ما لا نظير له، وكان يقف للكواكب، وقال السمعاني: من أولاد المحدثين، حدَّث عن أبيه، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ النَّيسَابُوري بالإجازة. وقال الذهبي في "النبلاء": المنجم الكبير، مصنف "الزِّيج الحاكمي"، وأهل التنجيم يخضعون لفضيلة هذا التأليف، وله نظم رائق، وقد عدَّله القاضي محمَّد بن النعمان وقَبِلَه، فلا

<<  <  ج: ص:  >  >>