للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصاحب بن عباد بعام، فكان ذلك من محاسن فخر الدولة، وكان هذا القاضي لم ير لنفسه مثلًا ولا مقارنًا، مع العفَّة والنزاهة، والعدل والصَّرامة. وقال الثعالبي في "يتيمته": حسنة جرجان، وفرد الزمان، ونادرة الفلك، وإنسان حدقة العلم، ودرة تاج الأدب، وفارس عسكر الشعر. وقال أبو إسحاق الشيرازي: كان فقيهًا أديبًا شاعرًا, وله ديوان.

وقال ياقوت الحموي: قاضي قضاة الري في أيام الصاحب بن عباد، وكان أديبًا أريبًا كاملًا. وقال الذهبي: القاضي العلامة، الفقيه الشافعي الشاعر، صاحب الديوان المشهور، ولي القضاء فحُمد فيه، وكان صاحب فنون، ويد طولى في براعة الخط، وقد أبان عن علم غزير في كتاب "الوساطة بين المتنبي وخصومه" ولي قضاء الري مدة، وهو صاحب تيك الأبيات الفائقة:

يقولونَ ليِ فِيْكَ انقِبَاضٌ وإِنَّمَا ... رأوا رجلًا عن موقف الذل أحجما

أَرى النَّاسَ مَن داناهمُ هَانَ عِندَهُمْ ... ومن أكرمَتْه عزةُ النفس أُكرِما

وَمَا كُلُّ بَرقٍ لاحَ ليِ يَسْتَفِزُّني ... ولا كل من لا قيتُ ألقاه مُنْعِمَا

وَإنيّ إذا مَا فَاتَني الأَمْرُ لم أَبِتْ ... أقلِّب كفِّي إثره متندِّما

وَلم أقْضِ حقَّ العِلمِ إن كَانَ كُلَّمَا ... بدا طمَعٌ صَيَّرْتُهُ ليَ سُلَّما

إِذا قِيلَ هذَا مَنْهَلٌ قُلتُ قَدْ أَرَى ... ولَكنَّ نفسَ الحُرِّ تحتَمِلُ الظَّمَا

وَلم أبتذِلْ في خِدمَةِ العِلمِ مُهْجَتِي ... لأِخْدِمَ من لاقيتُ لَكِن لأُخْدَما

أَأَشقَى بِهِ غَرْسًا وَأَجْنيهِ ذِلَّةً ... إذًا فاتِّباعُ الجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ العِلْمِ صَانُوهُ صَانهُمْ ... ولوْ عَظَّمُوهُ في النُّفوسِ لَعُظِّمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>