وقال السبكي -أيضًا- "الطبقات الكبرى"(٣/ ٢٧٧): عادة الحاكم إذا ترجم كبيرًا استوفي وحشد الفوائد والغرائب.
وأما عن عدد التراجم التي يحو يها هذا "التاريخ": العظيم فقد ذكر الدكتور أكرم ضياء العمري -حفظه الله تعالي- في كتابه "موارد الخطيب" ص (٢٧٠) أنها تبلغ (٢٦٩٨) ترجمة، وقال: فإذا وُزِّعوا على القرون الأربعة التي عاشوا فيها -والتي تضمنَّها "تاريخ نيسابور"- فإن عدد العلماء الذين عاشوا في نيسابور أو زاروها في القرن الأول يبلغ ١٠٠ عالم، أما عددهم في القرن الثاني فيبلغ ٨٨ عالمًا، وأما في القرن الثالث فعددهم ١١٣٥ عالمًا، وأما في القرن الرابع فيبلغ عددهم ١٣٥٧ عالمًا، مما يعكس النمو المستمر في الحركة الفكرية وأعداد العلماء في نيسابور، ومن ثم تعاظم رحلة العلماء إليها من كل مكان في القرنين الثالث والرابع الهجريين اهـ.
وأما ثناء ومدح أهل العلم لهذا "التاريخ": فلا تكاد كلماتهم تحصر، ولكن أذكر هنا طرفًا من ذلك.
قال أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصّابُوني في كتابه "عقيدة السلف" ص (١٨٧): لم يسبق إلى مثله. وقال الخليلي في "الإرشاد"(٣/ ٨٥٣): تأملته ولم يسبقه إلى ذلك أحد. وقال شيرويه كما في "طبقات ابن الصلاح"(١/ ٢٠٣)، للحاكم مصنفات حسان ما سبق إليها أحد، خصوصًا "تاريخ نيسابور"، كان ما قصَّر في استيفائه بالتراجم، وقد عدّه الحافظ المزي في مقدمة "تهذيبه"(١/ ١٥٤) من أمهات الكتب المصنفة في تراجم الرواة .. وقال السبكي في "طبقاته"(٤/ ١٥٥): هو عندي أعوَد التواريخ على الفقهاء بفائدة، ومن نظره عرف تفنُّن الرجل في العلوم