للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال حاتم الطرابلسي: كان فقيهًا عالمًا ورعًا محدثا متقللًا من الدنيا، لم أر أحدًا ممن يشار إليه بالقيروان بعلم إلا وقد جالسه، وأخذ عنه، يعترف الجميع بحقه، ولا ينكر فضله. وقال محمَّد بن عمار الميورقي في "رسالته": متأخر في زمانه، متقدم في شأنه: العلم والعمل والرواية والدراية، من ذوي الاجتهاد في العبادة والزهاد، مجاب الدعوة، له مناقب يضيق عنها الكتاب، عالمًا بالأصول والفروع والحديث، وغير ذلك من الدقائق. وقال أبو عبد الله ابن أبي صفرة: كان فقيه الصدر. وقال أبو عمرو الداني في "طبقات القراء": أخذ عن ابن بُدْهَن، وأقرأ القرآن بالقيروان دهرًا، ثم قطع القراءة لما بلغه أن بعض أصحابه استقرأه فقرأ عليه، ودرس أبو الحسن الفقه والحديث إلى أن رأس فيهما فبرع وصار إمام عصره، وفاضل دهره. وقال ابن ماكولا في "الإكمال": فقيه على مذهب مالك، من فقهاء القيروان، زاهد مشهور عندهم. وقال القاضي عياض: كان واسع الرواية، عالمًا بالحديث وعلله ورجاله، فقيهًا، أصوليًّا، متكلِّمًا، مؤلفًا مجيدًا، وكان من الصالحين المتقين، الزاهدين الخائفين، وكان أعمي لا يرى شيئًا، وهو مع ذلك من أصح الناس كتبًا، وأجودهم ضبطًا وتقييدًا، يضبط كتبه بين يديه ثقات أصحابه، والذي ضبط له في البخاري، في سماعه على أبي زيد المروزي بمكة -حرسها الله- أبو محمَّد الأصيلي بخط يده، وكان يزور الشيخ الزاهد أبا إسحاق الجنبياني فدعا له. وقال ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري": من كبار أئمة المالكية بالمغرب. وقال ابن خلِّكان: كان إمامًا في علم الحديث ومتونه وأسانيده، وجميع ما يتعلق به، وكان للناس فيه اعتقاد كثير، وصنف في الحديث كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>