قال الحاكم في "تاريخه": نزل خراسان، سمع ببغداد، والشام، وكتب بالجزيرة، وورد خراسان فكتب بها بعد الثلاثين، ونزل نيسابور غير مرة واحدة، وبخارى، جاءنا نعيه على لسان أبي الحسن النسفي، ذكر أنه مات ببخارى في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. وذكر أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني أن أبا ذر هذا ثقة، كثير الحديث. وقال عمر النسفي في "تاريخه": ذكر أن اسمه كان أولًا "عمر" فغيَّره أبوه بعد ما كبر وسماه: عمارًا لئلَاّ يسب الروافض عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذا سمي هو بين أيديهم كما هو دأبهم، وكان له رحلة إلي مصر والشام والجزيرة وخراسان وما وراء النهر إلي اسبيجاب، وبلاد فرغانة والترك، دخل سمرقند، وحدث بها، ودخل بنسف أيام أبي يعلى عبد المؤمن بن خلف بعد سنة ستٍ وأربعين وثلاثمائة، وكتب عنه، وعن محمود بن عنبر، ومحمد بن زكريا بن الحسين، وأقام في مسجد أبي يعلى شهرين، وكان حج بيت الله تسعًا وعشرين حجَّة عن نفسه وعن غيره. وقال الذهبي: روى عنه عبد الواحد الزبيري، الذي عاش بعده، مائة وثمان سنين، وهذا معدوم النظير، ذكره المستغفري في "تاريخ نَسَف" وقال: روى عن ابن صاعد مجلسًا واحدًا، وسمع محمد بن محمود بن عنبر، وعبد المؤمن بن خلف، وحج تسعًا وعشرين حج، ثم قال: أنا أبو ذر ثنا الحضرمي، فذكر حديثا، وقال أبو بكر السمعاني: هو ثقة.
مات ببخارى، يوم الثلاثاء الحادي عشر من صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وقيل: ثمان وثمانين وثلاثمائة، قال الخطيب: والأول أصح، والله أعلم.