بـ "صحيح مسلم بن الحجاج" من كتاب جديد بخط يده، عن إبراهيم بن محمَّد بن سفيان، عن مسلم، وكان يقول في أول كل حديث: حدثنا إبراهيم حدثنا مسلم، فأنكرته، وكان قد قرأه غير مرة، فحضرني -رحمه الله- وعاتبني، فقلت: أنت أحد مشايخنا من الأدباء، والمعرفة بيننا أكثر من خمسين سنة، فلو أخرجت أصلك العتيق، وأخبرتني بالحديث فيه على وجهه؟ فقال لي: قد كان والدي حَضَّرني في مجلس إبراهيم لسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي، فقال لي أبو أحمد بن عيسى الجلودي: قد كنت أرى أباك يقيمك في المجلس لتسمع، وأنت تنام لصغرك، ولم يبق بعدي لهذا الكتاب راوٍ غيرك، فأكتبه من كتابي، فإنك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فلما حدثني بهذا، قلت له: هذا لا يحل لك فاتق الله فيه، فقام من مجلسي وشكاني بعد ذلك، فهذا حديثه، ثم كتب إلى بعد ذلك رقعة بخط يده طويلة يذكر فيها أنه وجد جزءًا من سماعه من إبراهيم، فراسلته بأن يعرض علي ذلك الجزء فلم يفعل، فهذا حديثه رحمنا الله وإياه، وتوفي ليلة الأضحى من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. وقال الحاكم -أيضًا- كما في "سؤالات السجزي": كذاب لا يشتغل بمثله. وقال السمعاني: كان أديبًا فاضلًا. وقال الذهبي في "ترجمته مسلم ورواة صحيحه": هو آخر من روى عن إبراهيم بن محمَّد بن سفيان صحيح مسلم، وهو متكلم في روايته عنه. وقال في "النبلاء": الشيح النحوي البارع، روى "صحيح مسلم" عن ابن سفيان، ورواه عنه: أبو مسعود أحمد بن محمَّد البجلي، وذلك إسناد ضعيف. وقال في "الميزان" غمزه الحاكم فقال: روى "الصحيح" من غير أصل. وقال في "تاريخه": لم يرو