(د) شيخنا علامة اليمن أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي- رحمه الله تعالى- (ت ١٤٢٢ هـ).
فقد قام -رحمه الله تعالي- بكتابة تراجم "رجال الحاكم في مستدركه الذي لم يترجم لهم الحافظ في تهذيبه"، وقد ساهم مع شيخنا في هذا البحث نخبة من طلابه، وكنت بفضل الله تعالى ممن شارك معه، وقد طبع كتاب شيخنا هذا في دار الحرمين (١٤١٩ هـ -١٩٩٨ م) الطبعة الأولى، ومكانة شيخنا -رحمه الله تعالي- في هذا الميدان لا تخفى، فهو كما قالت الخنساء:
وإن صخرًا لتأتم الهداة به ... كأنه علم من فوقه نار
وقد أشرت إلي شيء من ذلك في مقدمة كتابي "شيوخ الدراقطني".
وأما كتاب شيخنا -رحمه الله تعالى- فلا يخفى على ذي لب أهميته، وما بُذل فيه من جهد عظيم، فقد قرب للباحثين ثروة علمية هائلة، طالما أرهقتهم في البحث والتنقيب والتنقير، وأخذت عليهم أوقاتًا ليست بقليلة؛ فجزاه الله خيرًا على ما قدم وبذل وساهم في خدمة هذا الدين، وتقريب رواته وحملته بين يدي روّاده والباحثين عنه، وقد ذكرت في مقدمة "شيوخ الدراقطني" شيئًا من منهج الشيخ -رحمه الله - في كتابه هذا، وبه يعرف مجانبة السَّلوم -وفقه الله- للصواب فيما ذكره في "حاشيته على معرفة علوم الحديث" حول كتاب شيخنا هذا، والله المستعان.
وفي هذه العجالة أشير إلى بعض ما قد يكون تتميمًا وتكميلًا لكتاب شيخنا -رحمه الله تعالي- أو تبيينًا لما قد يكون مغلقًا أو غامضًا فيه، مكتفيًا في ذلك بالإشارة، محيلًا تفصيل ذلك وبيانه إلى قسم التراجم بأوضح