قال الحاكم في "تاريخه": أبو عبد الله المغربي من أهل الأندلس، ومن الصالحين المذكورين بالتقدم في علم القرآن، ويعرف بالعراق بالورشي، سمع بمصر والشام والحجاز والعراقين والجبال وأصبهان الكثير بعد الخمسين، ورد نيسابور بعد السبعين والثلاثمائة، ودخل بلاد خراسان، فسمع بأصبهان: علي بن المرزبان، وبالأهواز: عبد الواحد بن خلف الجنديسابوري، وبفارس: أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي. وقال الرافعي في "التدوين": سمع بقزوين: علي بن أحمد بن صالح، وذكر الخليل الحافظ في "مشيخته" أنه قدم قزوين سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وأنه حدثهم، فقال: ثنا أبو إسماعيل خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي ... وساقه، قال الخليل: رأيت الحاكم أبا عبد الله كتبه عن رجل عن خلف، وأنشدنا أبو عبد الله الأندلسي، أنشدنا لؤلؤ القيصري:
كأنه قد سقانا ... بكأسه حيث كنا
ما أقرب الموت منا ... تجاوز الله عنا
وقال ابن النجار: قدم بغداد وحدث بها.
مات بسجستان في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، بعد أن سكنها سبع سنين.