وأبا عبد الله بن الأخرم، وحاجب بن أحمد، وطبقتهم، وببخارى: الهيثم بن كليب الشاشي، وطائفة، وببغداد: إسماعيل الصفار، وطبقته، وبمصر: أبا الطاهر أحمد بن عمرو المديني وأقرانه، وبسرخس: عبد الله بن محمَّد بن حنبل، وبمرو: محمَّد بن أحمد بن محبوب ونظرائه، وبدمشق: ابن أبي العقب، وخلق، وبطرابلس: خيثمة بن سليمان القرشي، وبحمص: الحسن بن منصور الإِمام، وبتنيس: عثمان بن محمَّد السمرقندي، وبغزَّة: علي بن العباس الغزي.
وقد سمع من خلق سواهم بمدائن كثيرة، قال أبو عبد الله الخلال في "جزء من أدركهم من أصحاب أبي عبد الله ابن مندة": أخبرني ابنه أبو القاسم في إجازته أنه سمع أباه يقول: كتبت عن ألف وسبعمائة شيخ. وذكر الخلال - أيضًا - في "جزئه" عن علي بن الحسين الإسكافي أنه قال: سمعت الإِمام أبا عبد الله بن مندة يقول: رأيت ثلاثين ألف شيخ، فعشرة آلاف ممن أروي عنهم وأقتدي بهم، وعشرة آلاف لا أروي عنهم ولا أقتدي بهم، وعشرة آلاف من نظرائي، وليس من الكل واحد إلا وأحفظ عنه عشرة أحاديث أقلُّها. قال الذهبي: قلت قوله: إنه كتب عن ألف وسبعمائة شيخ أصح، وهو شيء يقبله العقل، وناهيك به كثرة، وقيل من يبلغ ما بلغه الطبراني وشيوخه نحوًا من ألف، وكذا الحاكم، وابن مردويه، فالله أعلم. وقال شرف الدين المقدسي في "كتاب الأربعين": سمع بأصبهان من جماعة كبيرة، ثم رحل فسمع بالحجاز، وخراسان، ومدن العراق، والشام، ومصر، وفي شيوخه كثرة، منهم ... جماعة يطول ذكرهم، ويَشُق حصرهم، وكفاه أنه قال: كتبت عن أربعة من مشايخي