له السماع من أحمد بن محمَّد بن نصر اللَّبَّاد، فقد ذكر الحاكم أبو عبد الله وغيره أن أبا أحمد الحاكم توفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وعليه فتكون ولادته سنة خمس وثمانين ومائتين، وأحمد بن محمَّد بن نصر اللباد أرخ الحاكم أبو عبد الله وفاته كما في "الجواهر المضية"(١/ ٣٢١): سنة ثمانين ومائتين، وعليه فيكون سنة الحاكم أبي أحمد حين وفاته خمس سنين، وقد قال الحاكم في "تاريخه": طلب -يعني أبا أحمد الحاكم- الحديث وهو ابن نيف وعشرين سنة. وقال الذهبي في "النبلاء"(١٢/ ٣٧٠): وطلب -يعني أبا أحمد الحاكم- هذا الشأن وهو كبير له نيف وعشرون سنة.
ثانيًا: أن أبا أحمد الحاكم لم يُذْكر في نسبه الصفار فيما اطلعت عليه من مصادر ترجمته.
وبهذا يتبين أن ما جزم به شيخنا - رحمه الله تعالى - غير صواب، ولعل منشأ ما جزم به الشيخ - رحمه الله تعالى - يرجع إلى ثلاثة أمور:
أولًا: ما جاء في بعض المواضع من "المستدرك"(٢/ ٣٢٦)، (٢/ ٣٤٢) أخبرنا أبو أحمد محمَّد بن أحمد بن إسحاق الصفار، بإثبات "أحمد" بين محمَّد وإسحاق، وهذا تصحيف من "محمَّد" إلى "أحمد" وينظر في ذلك "إتحاف المهرة"(٢/ ٤٩٢)، (٨/ ١٦٨)، وقد سبق التنبيه على هذا في محمَّد بن أحمد بن إسحاق الصفار.
ثانيًا: عدم العثور على ترجمة لأبي أحمد محمَّد بن محمَّد بن إسحاق العدل الصفار، وموافقته لأبي أحمد الحاكم في الكنية والاسم واسم الأب واسم الجد -حسب ما وقع مصحفًا- واسم أب الجد.