ومرة بالمزكي، وأخرى بالشاهد، وذكر أنه حدثه ببغداد من أصل كتابه، وأبو علي بن شاذان في "مشيخته" وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو نصر أحمد بن محمَّد بن حسنون النرسي، وأبو الحسين بن بشران، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ، وأبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق، وغيرهم.
قال الخطيب في "تاريخه": كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، وأجهرهم بالقراءة. ثم ساق بسنده قصة طريفة إسنادها صحيح، يرويها عبد الله بن محمَّد بن عبد الله الأسدي عن أبيه أنه قال: حججت في بعض السنين وحج في تلك السنة أبو القاسم البغوي، وأبو بكر الآدمي، فلما صرنا بمدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءني أبو القاسم البغوي فقال لي: يا أبا بكر ههنا رجل ضرير قد جمع حلقة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقعد يقص ويروي الكذب من الأحاديث الموضوعة، والأخبار المفتعلة، فإن رأيت أن تمضي بنا إليه لننكر عليه ذلك ونمنعه منه؟ فقلت له: يا أبا القاسم إن كلامنا لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير، والخلق العظيم، ولسنا ببغداد فيعرف لنا موضعنا، وننزل منازلنا, ولكن ههنا أمر آخر وهو الصواب، وأقبلت على أبي بكر الآدمي فقلت: استعد واقرأ القرآن، فما هو إلا أن ابتدأ في القراءة حتى انفلَّت الحلقة، وانفصل الناس جميعًا، وأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر، وتركوا الضرير وحده، فسمعته يقول لقائده: خذ بيدي، فهكذا تزول النعم. ثم قال الخطيب: قال محمَّد بن أبي الفوارس: محمَّد بن جعفر الآدمي كان قد خلط فيما حدث.
قال مقيده -عفا الله عنه-: وبناء على جرح ابن أبي الفوارس له أورده