أسمع، روى عنه حفاظ نيسابور، وأعجب من ذلك أنا كتبنا عن محمَّد بن صالح بن هانئ عن أبي الحسن الشافعي، عن أبي عمرو بن مطر، وقد ماتا قبله ببضعة عشر سنة، قال: وهو الذي انتقى الفوائد على أبي العباس الأصم، فأحيا الله علم الأصم بتلك الفوائد، فإن الأصم أفسد أصوله واعتمد على كتاب ابن مطر ... إلى أن قال الحاكم: وقيل ما رأيت أصبر على الفقر من أبي عمرو، وكان يتجمل بدست ثياب للجمعات، وحضور المجالس، ويلبس في بيته فروة ضعيفة، ويأكل رغيفًا وبصلة أو جزرة، وبلغني أنه كان يحُيي الليل، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويضرب اللِّبِنَ لقبور الفقراء، لم أر في مشايخنا له في الاجتهاد نظيرًا -رحمه الله- وتوفي في جمادى الآخرة من سنة ستين وثلاثمائة، وهو ابن خمس وتسعين سنةٍ، ودفن في مقبرة الحيرة، جاءنا نعيه وأنا بنسا. وقال كما في "سؤالات السجزي" عند ذكره لابنه محمَّد: رحمنا الله وإياه؛ ثقة. وقال السمعاني في "الأنساب": كان شيخًا عالمًا فاضلًا زاهدًا ورعًا، سمع الحديث الكثير، وأفاد الناس، وانتقى أجزاء على أبي العباس الأصم اشتهرت به، له رحلة إلى العراقين، والحجاز، وكور الأهواز، سمع منه حفاظ نيسابور وأئمتها. وقال ابن الجوزي في "المنتظم": كان له ضبط وإتقان وورع. وقال الذهبي في "النبلاء": الشيخ الإِمام القدوة العامل المحدث، شيخ العدالة، كان ذا حفظ وإتقان. وقال في "العبر": الزاهد الحافظ شيخ السنة. وقال في "المعين": شيخ نيسابور، ثقة.