قال الحاكم في "تاريخه": شيخ الشَرَف في عصره، ذو الهمة العالية، والعبادة الظاهرة، والسَّجايا الطاهرة، سمع أبا حامد ابن الشرقي، وأخاه عبد الله، وأقرانهما بنيسابور، وكان يُسأل أن يحدث فيأبى، ثم أجاب آخرًا، وعقدت له مجلس الإملاء، وانتقيت له ألف حديث، وكان يُعدُّ في مجلسه ألف محبرة، فحدث وأملى ثلاث سنين، وسمعته يقول: حضرت مع والدي السيد أبي عبد الله جنازة مكي بن عبدان، فقال: قد فاتك أحد الشيخين، فلا ينبغي أن يفوتك الشيخ الآخر، فبكَّر بي إلى أبي حامد ابن الشرقي. وقال ابن الصلاح في "طبقاته": أثنى عليه الحاكم، وذكره أبو الحسن بن أبي القاسم الحنفي المذهب في جملة الشافعية، وحكى عن الحاكم أنه قال: كان يتعبد على مذهب الشافعي، ويعتقد مذهبه. وقال الذهبي: الإِمام السيد المحدث الصدوق، مسند خراسان، المسيب، رئيس السادة، روى عنه الإِمام أبو بكر البيهقي، وهو من كبار شيوخه بل أكبرهم، تفرد بالرواية عن جماعة من كبار شيوخه. وقال -أيضًا-: شيخ الأشراف، وكان سيدًا نبيلًا صالحًا.