ومحمد بن المثنى، كما في سنن الترمذي (٣٠٤)، وعمرو بن علي الفلاس كما في صحيح ابن حبان (١٨٦٥)، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد القطان. وعبد الملك بن الصباح المسمعي كما في صحيح ابن خزيمة (٦٧٧)، كلاهما يحيى بن سعيد القطان، والمسمعي، روياه عن عبد الحميد بن جعفر به. وتابعهما هشيم عن عبد الحميد بمعناه، عند ابن أبي شيبة في المصنف (٢٤٣٨)، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الحميد بن جعفر به، بلفظ: ( ... إذا ركع رفع يديه، وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه). فهؤلاء ثلاثة من الرواة (القطان، والمسمعي، وهشيم) رووا رفع الأيدي مع قول سمع الله لمن حمده. اللفظ الثالث: (ثم قال: سمع الله لمن حمده ثم رفع يديه)، بلفظ (ثم) المتقضية للترتيب. رواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد، واختلف عليه: فرواه أحمد بن حنبل كما في سنن أبي داود (٧٣٠)، والدارمي (١٣٩٦)، وأبو بكرة كما في شرح معاني الآثار (١/ ٢٢٣)، ومحمد بن سنان القزاز البصري كما في السنن الكبرى للبيهقي (٢/ ١٠٥)، أربعتهم (أحمد، والدرامي وأبو بكرة والقزاز) عن أبي عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر به، بلفظ (ثم يرفع يديه). ورواه محمد بن بشار كما في سنن ابن ماجه (١٠٦١) حدثنا أبو عاصم به، بلفظ (ثم يقول: سمع الله لمن حمده، ويرفع يديه ... ). ورواه محمد بن يحيى كما في المنتقى لابن الجارود (١٩٢) أخبرنا أبو عاصم به، بلفظ: ( ... فيقول: سمع الله لمن حمده يرفع يديه حتى يحاذي منكبيه معتدلًا .... )، ليس فيه الواو، ولا ثم، والأظهر دلالتها على الاقتران. ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر واختلف عليه: فرواه عمرو بن عبد الله الأودي كما في صحيح ابن حبان (١٨٧٠)، حدثنا أبو أسامة، حدثنا عبد الحميد بن جعفر به، وفيه: ( ... ثم قال: سمع الله لمن حمده ورفع يديه). ورواه عبد الله بن محمد بن شاكر كما في السنن البيهقي (٢/ ١٩٦) حدثنا أبو أسامة به، بلفظ: ( .... ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده ثم رفع يديه .... ). ورواه علي بن محمد الطنافسي كما في سنن ابن ماجه (٨٠٣)، عن أبي أسامة به مختصرًا برفع اليدين في تكبيرة الإحرام. فإن كان ثَمَّةَ ترجيح، فترجيح رواية الواو على رواية ثم: أي أن المحفوظ (ثم يقول: سمع الله لمن حمده ورفع يديه) أولى من لفظ (ثم يرفع يديه) لأن الروايات الموافقة لحديث ابن عمر في الصحيحين، أولى من إثبات صفة تخالف حديث ابن عمر مع اضطراب رواية في لفظه، فتارة يرويه بالواو، وتارة يرويه بثم، والراوي ليس بالقوي، والله أعلم.