للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء أو بين السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه، فيدعو. هذا لفظ البخاري وأحال مسلم في لفظه على رواية سابقة (١).

وجه الاستدلال:

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر التشهد والدعاء، ولم يذكر الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولو كانت واجبة لذكر الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

يقول ابن المنذر: «قوله: (ثم ليتخير من الدعاء ما شاء) يدل على أن لا واجب بعد التشهد؛ إذ لو كان بعد التشهد واجب لعلمهم ذلك، ولم يخيرهم» (٢).

• وتعقب:

قال في إمتاع الأسماع: إن غاية هذا أن يكون ساكتًا عن وجوب الصلاة، فلا يكون معارضًا لأحاديث الوجوب (٣).

• ويجاب عن هذا:

لو كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر التشهد فقط، لجاز أن يقال: إن سكوته عن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينافي وجوبه بدليل آخر، أما إذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - التشهد، وذكر بعده الدعاء، وكان موضع الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما فهو صريح بتعمد ترك ذكره، ولم يعارضه دليل سالم من النزاع حتى يصح ما يقال: إنه لا يقوى على معارضة أحاديث الوجوب.

الدليل الثالث:

(ح-١٩٨١) ما رواه أحمد من طريق حيوة، قال: أخبرني أبو هانئ حميد بن هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي حدثنا،


(١). صحيح البخاري (٨٣٥)، وصحيح مسلم (٥٨ - ٤٠٢).
(٢). الأوسط (٣/ ٢١٣).
(٣). إمتاع الأسماع (١١/ ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>