والتخيير هو الأرجح، والله أعلم.
إذا وقفت على ذلك فخلاصة الأقوال في اليد اليمنى ترجع إلى قولين:
الأول: قبض الخنصر والبنصر، وتحليق الوسطى مع الإبهام والإشارة بالسبابة.
الثاني: أن يضم الخنصر البنصر والوسطى، ويشير بالسبابة، وفي الإبهام ثلاث صفات:
الأولى: أن يضم الإبهام إلى السبابة.
والثانية: أن يضع رأس الإبهام على وسط الأنملة الوسطى على شكل دائرة.
الثالثة: أن يضع إبهامه على حرف أصبعه الوسطى، وهي بمعنى قبض الجميع وإرسال السبابة.
وفي اليسرى ثلاثة أقوال:
أحدها: بسطها على الفخذ اليسرى، وهو قول الجمهور،
والثاني: إلقامها الركبة، وهو قول عند بعض الحنفية.
والثالث: التخيير بينهما، قال به بعض الحنابلة.
• دليل الإشارة بالسبابة اليمنى:
الدليل الأول:
(ح-١٩٨٤) ما رواه مسلم من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام، فدعا بها، ويده اليسرى على ركبته باسطها عليها (١).
فالحديث فيه دلالتان على مسألتنا:
الأولى: الإشارة بالسبابة.
والثانية: بسط اليد اليسرى على الركبة، وهو بمعنى إلقامها.
الدليل الثاني:
(ح-١٩٨٥) ما رواه أحمد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، قال: حدثني عامر بن عبد الله بن الزبير،
عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس في التشهد، وضع يده اليمنى على فخذه
(١). صحيح مسلم (١١٤ - ٥٨٠).