للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وأما الدليل على كونها آية من كل سورة:

(ح-١٣٤٤) فلما رواه مسلم من طريق علي بن مسهر، عن المختار،

عن أنس، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة


= فجاء في معرفة السنن (٢/ ٣٦٢): قال البويطي أخبرني غير واحد عن حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ بأم القرآن بدأ بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يعُدُّها آيةً، ثم قرأ: {لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يعُدُّها ست آيات.
قال ابن رجب في فتح الباري (٦/ ٤٠٠) «ومن زعم من متقدمي الفقهاء (يعني البويطي) أن حفص بن غياث رواه عن ابن جريج كذلك -يعني كرواية عمر بن هارون من عدها آية- وأنه أخبره به عنه غير واحد، فقد وهم، ورواه بالمعنى الذي فهمه هو، وهو وأمثاله من الفقهاء يروون بالمعنى الذي يفهمونه، فيغيرون معنى الحديث».
ورواه ابن أبي شيبة كما في المصنف (٨٧٢٩)، عن حفص به، بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، يعني: حرفًا حرفًا.
فلم يذكر أن القراءة كانت في الصلاة، ولم يذكر عَدَّ البسملة آية منها.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى (٦٩٢٠)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٣٩٢) ح ٩٣٧، والحاكم في المستدرك (٨٤٧)، والبيهقي في معرفة السنن (٢/ ٣٦٣).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه».
ورواه عمر بن حفص بن غياث النخعي كما في شرح معاني الآثار (١/ ١٩٩)، وفي مشكل الآثار (٥٤٠٤)، قال: حدثنا أبي: حدثنا ابن جريج به، بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في بيتها، فيقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وذكر بقية السورة.
فذكر قراءة السورة، ولم يذكر أنه كان في صلاة، ولم يذكر عد البسملة آية منها.
رواه بعضهم عن حفص، ولم يذكروا فيه البسملة، منهم:
هشام بن يونس كما في المصاحف لابن أبي داود (٢٨١)، قال: حدثنا حفص -يعني: ابن غياث-، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة، قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقرأ: {الحمد لله} فقطَّعَّها، وقرأ: {ملك يوم الدين}.
ولم ينفرد هشام بن يونس بعدم ذكر البسملة، ولا في قوله: (ملك يوم الدين).
فقد رواه يحيى بن آدم كما في المصاحف لابن أبي داود (٢٨٢)، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم -نظنها أم سلمة-، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}} وذكر بقية السورة. يقطع قراءته، قال: قلت لحفص: قرأ {ملك يوم الدين}؟ فقال: هكذا قال.
فكان المعروف من حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته آية آية، وليس فيه أن ذلك كان في الصلاة، ولا أنه عد البسملة آية منها، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>