للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- (ومنها): إجابة المؤذن؛ هل يشرع فيها الجمع بين الحيعلة والحوقلة، أم لا؟ وكذا في التثويب في الفجر؟

فيه وجهان (١).


= أوجه ترجحه على غيره، ولكن الصحيح خلاف ذلك، الصحيح أنك تستفتح بهذا وتستفتح بهذا؛ لحديث أبي هريرة: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي".
وحديث أبي هريرة يدل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يجمع بين الاستفتاحات؛ لأنه سئل ماذا نقول؟ فقال: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي. . . "، ولو كان يقول شيئًا آخر؛ لبينه. (ع).
قلت: قال ابن القيم في "الزاد" (١/ ٢٠٤) بعد أن سرد جمعًا من الأحاديث الصحيحة فيها بيان هديه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى الاستفتاح: "فكل هذه الأنواع صحت عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-"، ثم قال: "وإنما اختار أحمد هذا -أي: استفتاح عمر-؛ لعشرة أوجه، قد ذكرتُها في مواضع أخرى. . . وسرد ستة منها".
وحديث: "اللهم باعد. . . " أخرجه البخاري في "صحيحه" (٧٤٤)، ومسلم في "صحيحه" (رقم ٥٩٨)، وأبو داود في "السنن" (رقم ٧٨١)، والنسائي في "المجتبى" (٢/ ١٢٩)، وغيرهم، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعًا.
(١) والصحيح أنه لا يجمع، لأنَّ جمعه بعيد من المعنى، المؤذن يقول: (حي على الصلاة)؛ فهو يدعوك، فإذا قلت أنت: (حي على الصلاة)؛ دعوته، فكأنه يقول: تعال صلِّ في المسجد، وتقول: تعال صلِّ في البيت، فيتنافيا، ولهذا نقول: إنه يقول: (لا حول ولا قوة إلا باللَّه) فقط، وكذلك التثويب، وهو قوله: (الصلاة خير من النوم)، وسمي تثويبًا من الثوب، وهو الرجوع؛ كأن المؤذن رجع إلى الدعوة مرة أخرى، والصحيح في التثويب أنك تقول كما يقول فقط، دون (لا حول ولا قوة إلا باللَّه)، ولا يوجد دعاء. (ع).
قلت: أخرج الطبراني في "الدعاء" (رقم ٤٥٨)، وأبو يعلى في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك" -كما في "فتح القدير" (١/ ٢٤٩ - ٢٥٠) لابن الهمام، وساق سنده ومتنه، وهو ليس في مطبوعه-؛ عن أبي أمامة رفعه: "من نزل به كرب أو شدة؛ فليتحيّن المنادي، =