(٢) يقال بالتفصيل في هذا الأمر: إذا كانت قراءته بالتدبر أكثر خشوعًا وانتفاعًا بالقرآن؛ فهو أفضل بلا شك، وأما إذا تساويا؛ فإن الإسراع أكثر، لا سيما إذا كان الرجل قد اعتاد وردًا معينًا من القرآن يقرأه كل يوم، وخاف إن تركه هذا اليوم تكثر عليه العوائد ويعجز عن متابعة ورده؛ فبهذه الحال نقول: إن الإسراع أفضل، والحاصل إن مثل هذه الأشياء قد يعتريها أمور أخرى تقتضي أن يكون المفضول أفضل من الفاضل، وإلا بالنظر إلى مجرد السرعة والتدبر لا شك أن التدبر أفضل، والقرآن إنما نزل {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: ٢٩]، لكن هناك أمور أخرى نسبية تجعل المفضول أفضل من الفاضل. (ع). قلت: رجّح القرطبي في "تفسيره" (١٥/ ١٩٢) التدبر على الهذّ، وهو سرعة القراءة. (٣) في نسخة (ج): "ونقل". (٤) هو مثنى بن جامع أبو الحسن الأنباري، قال الخلال: "كان مذهبه أن يهجر ويباين أهل البدع، وكان أبو عبد اللَّه يعرف قَدَره وحقَّه، ونقل عنه مسائل حسانًا"، له ترجمة في "طبقات الحنابلة" (١/ ٣٣٦)، ونقل عنه المسألة المذكورة هنا عند ابن رجب. (٥) كذا في المطبوع و (ب) و (ج)، وفي (أ): "أكثره فكرة".