فالأول -كما قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه- من أرباب المقام والمنازل، والثاني من أرباب السلوك والجهاد؛ فالأول بلا شك أكمل حالًا، والثاني أكثر مشقة، فيؤجر على المشقة، ولكن منزلته في العبادة دون الأول، ولهذا كان الصحابة رضي اللَّه عنهم عملهم أفضل من غيرهم، "لو أن أحدكم أنفق مل أحُد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"، لكن في أيام الصبر للعامل أجر خمسين من الصحابة؛ لأنه يكابد العمل ويشق عليه، لكن الأولون أكمل حالًا، هذا هو التفصيل في هذه المسألة. والمجاهد قد يصل إلى المرتبة الأولى، وترتاض نفسه على الطاعة، ويطمئن إليها وينشرح لها صدره، وقد لا يصل إلى هذا، قد يبقى دائمًا في جهاد، وربما تكون هناك عوائق أيضًا، لأنه ما دامت النفس غير منساقة إلى العمل؛ ربما يكون له عوائق أيضًا، مع المجاهدة يمل ويتعب. (ع). قلت: حديث "وجعلت قرة عينى. . . " أخرجه أحمد في "المسند" (٣/ ١٢٨، ١٩٩، ٢٨٥)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٨/ ٣٩)، والنسائي في "المجتبى" (كتاب عشرة النساء، باب حب النساء، ٧/ ٦١)، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ١٦٠)، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (١/ ٣٣١، ٣٣٢/ رقم ٣٢٢ و ٣٢٣)، وأبو يعلى في "المسند" (٦/ ١٩٩ - ٢٠٠، ٢٣٧/ رقم ٣٤٨٢ و ٣٥٣٠)، والبيهقي في "السنن =