للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على روايتين.

- (ومنها): إذا مر بثمر غير محوط (١) ولا عليه ناظر؛ فله أن يأكل منه مع الحاجة وعدمها، ولا يحمل على الصحيح المشهور من المذهب، ولا فرق بين المتساقط على الأرض وما على الشجر؛ كما دلت عليه السنة (٢)،


(١) في (ب) و (ج): "محفوظ".
(٢) ورد في ذلك أحاديث عديدة أقواها -كما قال ابن حجر في "الفتح" (٥/ ٨٩) - حديثُ أبي سعيد الخدري.
أخرج ابن ماجه في "السنن" (كتاب التجارات، باب من مر على ماشية قوم أو حائط هل يصيب منه، رقم ٢٣٠٠)، وأحمد في "المسند" (٣/ ٧ - ٨، ٢١، ٨٥ - ٨٦)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٤/ ٢٤٠)، وأبو يعلى في "المسند" (٢/ رقم ١٢٤٤، ١٢٨٧)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ١٣٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٣٥٩ - ٣٦٠)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٩٩)؛ عن يزيد بن هارون، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ قال: "إذا أتى أحدكم على راعٍ، فلينادِ: يا راعي الإِبل -ثلاثًا-! فإن أجابه، وإلا؛ فَلْيَحْلُبْ فَلْيَشْرَب ولا يَحْمِلَنَّ، وإذا أتى أحدُكم على حائطْ بُستانٍ؛ فَلْيُناد ثلاثًا: يا صاحب الحائط! فإن أجابَهُ، وإلا؛ فلْيَأكل ولا يحمل".
قال البيهقي عقبه: "تفرد به سعيد بن إياس الجريري، وهو من الثقات؛ إلا أنه اختلط في آخر عمره، وسماع يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه".
قلت: رواية يزيد عن الجريري في "صحيح مسلم" (رقم ١١٦١) بعد (٢٠٠)، وللحديث شواهد عدّة، منها:
حديث سمرة بن جندب، أخرجه أبو داود في "السنن" (رقم ٢٦١٩)، والترمذي في "الجامع" (رقم ١٢٩٦) -وقال: "وهذا حديث حسن صحيح"-، والطبراني في "الكبير" (٧/ رقم ٦٨٧٧، ٦٨٧٨)، والبيهقي في "الكبرى" (٩/ ٣٥٩).
قال ابن حجر في "الفتح" (٥/ ٨٩): "إسناد صحيح إلى الحسن؛ فمن صحح سماعه من سمرة صححه، ومن لا، أعلَه بالانقطاع، ولكن له شواهد من أقواها حديث أبي =