للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"المستوعب" بأنه باقٍ على حكم ملك الميت لا ينتقل إلى الورثة كالموصى بعتقه.

وعلى هذا؛ فيتوجه أن كسبه له وما قيل من احتمال موته قبل الصفة معارض باحتمال موت الموصى بعتقه قبل العتق، وأما إن كانت أمة وولدت (١) بعد الموت؛ فهو تابع لها؛ كأم الولد، صرح به القاضي وابن عقيل، وهو متوجه سواء قيل: إن هذا العقد تدبير؛ كقول ابن أبي موسى والقاضي في "خلافه"، أو قيل: إنه تعليق؛ كقول القاضي في "المجرد" وابن عقيل؛ فإنه تعليق (٢) لازم مستقر، لا يمكن إبطاله؛ فهو كالكتابة، وهذا يشهد لما ذكرنا من تبعية الولد في التي قبلها.

- (ومنها): الموصى بوقفه إذا نمى بعد الموت وقبل إيقافه؛ فأفتى (٣) الشيخ تقي الدين أنه يصرف مصرف (٤) الوقف؛ لأن نماءه قبل الوقف كنمائه بعده (٥).

ونقل (٦) يعقوب بن بختان وإبراهيم بن هانئ عن أحمد فيمن جعل مالًا في وجوه البر فاتَّجر به الموصي (٧)؛ قال: إنْ ربح؛ جعل ربحه مع


(١) في (ج): "فولدت".
(٢) في (أ): "تعلق".
(٣) في (ب): "أفتى".
(٤) في المطبوع: "منصرف".
(٥) انظر: "الاختيارات الفقهية" (ص ١٩٠) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه.
(٦) في المطبوع: "كنمائه بعده، ومنها ما نقل".
(٧) في المطبوع: "الوصى".