لنا ما اشتهينا، ليسَ يُباعُ فيه شيْءٌ، ولا يُشْتَرى، وفي ذلك السوقِ، يلْقَى أهلُ الجنَّة بعَضُهُم بَعْضاً، قال: فيُقْبِلُ الرجُلُ ذو المنْزِلَةِ المرتَفِعَةِ، فيلْقَى مَن [هو] دونَه؛ وما فيهم دَنيءٌ؛ فَيرُوعُه ما يرى عليه مِنَ اللِّباسِ، فما يَنقَضي آخِرُ حديثهِ حتَّى يتَمثَّل [له] عليه أحْسَنَ منهُ، وذلك أنه لا يَنْبَغي لأَحَدٍ أنْ يَحْزَن فيها، قال: ثُمَّ نَنْصَرِفُ إلى منازِلِنا، فتَتَلقَّانا أزْواجُنا، فَيقُلْنَ: مَرْحباً وأهْلاً، لقد جئتَ وإنّ بِكَ مِنَ الجَمال والطيب أفْضَلَ ممَّا فارَقْتَنا عليه، فيقولُ: إنا جالَسْنا اليومَ ربَّنا الجبّارَ عزَّ وجلَّ، وبِحقِّنا أن نَنْقَلِبَ بِمِثْلِ ما انْقَلَبْنا".
رواه الترمذي وابن ماجه؛ كلاهما من رواية عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد، وقال الترمذي:
"حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
(قال الحافظ):
"وعبد الحميد -هو كاتب الأوزاعي- مختلف فيه كما سيأتي (١)، وبقية رواة الإسناد ثقات.
وقد رواه ابن أبي الدنيا عن هقل بن زياد كاتب الأوزاعي أيضاً، واسمه محمد، وقيل: عبد الله؛ وهو ثقة ثبت احتج به مسلم وغيره، عن الأوزاعي قال: نُبِّئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة. . . فذكر الحديث".
٢٢٣٥ - (٢)[ضعيف] ورُوي عن علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إنَّ في الجنَّةِ لَسوقاً ما فيها شراءٌ ولا بَيْعٌ؛ إلا الصُّوَرَ مِنَ الرجالِ
(١) قلت: يعني في آخر كتابه "الترغيب"، والراجح عندنا أنه ضعيف، وهذا الحديث يدل عليه؛ فقد خالف (هقل بن زياد) الثقة في إسناده؛ كما ذكر المؤلف رحمه الله. وهو مخرج في "الضعيفة" (١٧٢٢).