للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - (الترغيب في التبكير إلى الجمعة، وما جاء فيمن يتأخر عن التبكير من غير عذر).

٤٣٣ - (١) [ضعيف] وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:

"إذا كان يوم الجمعة خرجت الشياطين يُرَبِّثُون (١) الناسَ إلى أَسواقهمِ، وتقعدُ الملائكة على أَبواب المساجد، يكتبون الناس على قدر منازلهم: السابقَ، والمصَلَّي (٢)، والذي يليه، حتى يخرجَ الإِمام، فمن دنا من الإِمام فأَنصت واستمع ولم يَلْغُ؛ كان له كفلان من الأجر، ومن نأَى فاستمع وأنصت ولم يَلغ؛ كان له كفلٌ من الأجر، ومن دنا من الإِمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع؛ كان عليه كفلانِ من الوزرِ، ومن قال: صَهْ، فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له".

ثم قال:

هكذا سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول.

رواه أحمد وهذا لفظه، وأبو داود، ولفظه:

"إذا كان يومُ الجمعة غَدَتِ الشياطين براياتها إلى الأَسواق، فيرمون الناس بالترابيث، أو الربايث، وَيُثَبِّطونَهم عن الجمعة، وتغدو الملائكةُ فيجلسون على


(١) من (ربَّثَ يُربَّث) بالباء الموحدة في عين الفعل، وليس بالياء المثناة من تحت كما قيده مصطفى عمارة في تعليقه فقال: (يُريِّثون): يؤخرون. ومنه الحديث: وعد جبريل عليه السلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيه فراث عليه. أي أبطأ". وقلده المعلقون الثلاثة، مع أنهم عزوه لأحمد (١/ ٩٣) وهو فيه بالباء الموحدة!!
قلت: وهذا من أوهامهم الكثيرة، وتصحيفاتهم العديدة مع أن في شرح المؤلف الآتي، وما نقله عن الخطابي ما يصونهم عن مثل هذا الوهم! وقال ابن الأثير في "النهاية" وقد ذكر الحديث بلفظ: "فيأخذون الناس بالربائث فيذكرونهم الحاجات": "أي ليربِّثوهم بها عن الجمعة. يقال: ربِّثته عن الأمر، إذا حبسته وثبطته". وأما حديث جبريل الذي استشهد به عمارة فهو في مادة (رَيث) بالمثناة من تحت من "النهاية"، فتنبه.
(٢) قال ابن الأثير: " (المصلي) في خيل الحلبة هو الثاني، سمي به لأن رأسه يكون عند (صلا) الأول، وهو ما عن يمين الذنَب وشماله".

<<  <  ج: ص:  >  >>