(٢) عزوه لأبي داود وهم، وهو مما فات الناجي التنبيه عليه، وإنما رواه (٤٢٣١) من حديث عائشة، وهو الآتي بعد حديث في الأصل، وهو في "الصحيح"، والزيادة من النسائي (٢/ ٢٩١)، وفيه جهالة، فإنه أخرجه من طريق حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني سليمان بن بابيه مولى آل نوفل عنها. و (سليمان) هذا لا يعرف إلا بهذه الرواية، وإن مما يؤكد جهل الثلاثة أنهم أعلوه بما ليس بعلة، فقالوا (٣/ ٦٥٨): "ابن جريج مدلس (!)، وحجاج بن روح قال الدارقطني: متروك. ."! وابن جريج ثقة مشهور، وقد صرح بالتحديث، وحجاج بن روح ليس من رجال النسائي، وهو ابن محمد المصيصي، وهو ثقة من رجال الشيخين. وتفصيل الكلام لبيان سبب خطئهم هذا مما لا يتسع له المقام، وضغثاً على إبالة؛ فإنهم مع تضعيفهم الشديد لإسناده صدروه بقولهم: "حسن بشواهده"! وليس له ولا شاهد واحد! إلا حديث بنانة الذي بعده، وقد قالوا فيه أيضاً: "حسن بشواهده" مع قولهم: "بنانة لا تعرف"!! نعم الشطر الثاني من حديث أم سلمة صحيح له شواهد تراها في "الصحيح" في الباب هنا. والمنفي فيه غير المنفي في الشطر الأول منه وفي حديث (بنانة) كما هو ظاهر، فتأمل. والله المستعان على المعتدين.