وقد نقل الحجارة في ساعة! قال: أحسنت وأَجملت، وأَطقت ما لم أَرك تطيقه. قال: ثم عرض للرجلِ سفرٌ، فقال: إني أحسبُك أَميناً فاخلُفْني في أَهلي خلافةً حسنةً. قال: وأَوصني بعمل. قال: أَكره أن أَشق عليك. قال: ليس يشق عليّ. قال: فاضرب من اللَّبِنِ لبيتي، حتى أقدمَ عليك. قال: فمر الرجل لسفره، قال: فرجع الرجل وقد شيَّد بناءً. قال: أَساَلك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك؟ قال: سأَلتني بوجه الله، ووجهُ اللهِ أوقعني في هذه العبودية، فقال الخضر: سأُخبرك من أنا؟ أَنا الخضر الذي سمعتَ به، سأَلني مسكين صدقةً فلم يكن عندي شيء أَعطيه. فسأَلني بوجه الله، فأَمكنته من رقبتي، فباعني. وأُخبرك أنه من سُئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر؛ وقف يوم القيامة جِلدةً ولا لحم له يتقعقع. فقال الرجل. آمنت باللهِ، شَقَقْتُ عليك يا نبي الله! ولم أعلم. قال: لا بَأس، أحسنتَ وأتقنت. فقال الرجل: بأَبي أنت وأُمي يا نبي الله! احكم في أهلي ومالي بما شئتَ، أو اخترْ فأخلي سبيلك. قال: أُحب أَن تُخليَ سبيلي فأعبدَ ربي. فخلّى سبيله. فقال الخضر: الحمد لله الذي أوثقني في العبودية، ثم نجاني منها".
رواه الطبراني في "الكبير" وغير الطبراني، وحسَّن بعض مشايخنا إسناده، وفيه بُعدٌ. والله أعلم.