للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٠٠ - (٩) [أثر ضعيف] وروى مالكٌ عن يحيى بنِ سعيدٍ؛ أنَّ عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنهُ أدْرَكَ جابرَ بنَ عبدِ الله ومَعَه حِمالُ (١) لَحْمٍ؛ فقال عُمر:

أما يُريدُ أحدُكم أَنْ يَطوِيَ بَطْنَه لجاره وابنِ عمَّه؟! فأينَ تَذْهَبُ عنكُم هذه الأية {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا}؟

قال البيهقي: "وروي عن عبد الله بن دينار مرسلاً وموصولاً قولَه".

قال الحليمي رحمه الله:

"وهذا الوعيد من الله تعالى وإن كان للكفار الذينِ يُقْدِمون على الطيبات المحظورة -ولذلك قال: {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} -؛ فقد يخشى مثله على المنهمكين في الطيبات المباحة؛ لأن من تعودها مالت نفسه إلى الدنيا فلم يؤمَن أن يرتبك في (٢) الشهوات والملاذٌ، كلما أجاب نفسه إلى واحدةٍ منها دعته إلى غيرها، فيصير إلى أن لا يمكنه عصيان نفسه في هوى قط، وينسد باب العبادة دونه، فإذا آل به الأمر إلى هذا لم يبعد أن يقال له: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}، فلا ينبغي أن تعوّد النفس بما تميل بها إلى (٣) الشره ثم يصعب تداركها، ولْتُرَوَّض من أول الأمر على السداد؛ فإن ذلك أهون من أن تدرب على الفساد، ثم يجتهد في إعادتها إلى الصلاح". والله أعلم.

١٣٠١ - (١٠) [؟] قال البيهقي: ورُوَّينا (٤) عنِ ابْنِ عمر:

أنَّهُ اشْتَرى مِنَ اللَّحْمِ المهزول وجَعَل عليه سَمناً، فرفَع عُمرُ يدَه وقال:

والله! ما اجْتَمَعا عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قطُّ إلاّ أُكِلَ أَحَدُهُما وتُصُدَّقَ بالآخَرِ.

فقال ابْنُ عُمرَ:

اطْعَمْ يا أميرَ المؤمنين! فَوَالله! لا يَجْتَمِعانِ عندي أَبَداً إلا فَعَلْتُ ذلك.


(١) بكسر الحاء المهملة: ما حمله الحامل. وكان الأصل: (حامل)، وهو خطأ مفسد للمعنى والتصويب من "الموطأ" و"العجالة".
(٢) كذا الأصل، ولعل له وجهاً.
(٣) الأصل: (به من)، والتصويب من "شِعب البيهقي" و"المخطوطة".
(٤) كذا قال، لم يسق إسناده. ومع ذلك قال المعلقون الثلاثة الجهلة: "صحيح الإسناد".

<<  <  ج: ص:  >  >>