للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا تَعْلَمُونَ}، قالوا: ربَّنا نَحْنُ أَطوعُ لك مِنْ بني آدمَ، قال الله لِملائكَتِهِ: هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ مِنَ الملائكةِ فَنَنْظُرْ كَيفَ يَعْمَلانِ؟ قالوا: ربَّنا هاروتُ وماروتُ، قال: فأُهبِطا إلى الأرْضِ. فَتَمثَّلَتْ لهما الزُّهَرةُ (١) امْرَأَةٌ مِنْ أحسَنِ البَشَرِ، فجاءاها فسأَلاها نَفْسَها، فقالتْ: لا والله حتى تتكَلَّما بهذِهِ الكلِمَةِ مِنَ الإشْراكِ. قالا: والله لا نُشْرِك باللهِ أبداً، فَذَهَبَتْ عنهما، ثُمَّ رجَعَتْ إليهما، ومَعَها صَبِيٌّ تَحْمِلُه، فَسَألاها نَفْسَها، فقالَتْ: لا والله حتى تَقْتُلا هذا الصبِي، فقالا: لا وَالله لا نَقْتُلُه أَبَداً، فَذهَبَتْ، ثُمَّ رجَعَت بِقَدَح مِنْ خَمْرٍ تَحمِلْهُ، فَسَألاها نَفْسَها، فقالَتْ: لا والله حتَّى تَشْرَبا هذه الخمرَ، فَشَرِبا فسَكِرا، فَوقَعا عليها، وقَتلا الصبِي، فلمَّا أفاقا؛ قالتِ المرأَةُ: والله ما تركْتُما مِنْ شَيْءٍ أبَيْتُماهُ عليَّ إلاّ فَعَلْتُماه حين سَكِرْتُما، فخُيِّرا عند ذلك بَيْن عذَابِ الدّنيا والآخِرَةِ، فاختارا عَذابَ الدنيا".

رواه أحمد، وابن حبان في "صحيحه" من طريق زهير بن محمد (٢)، وقد قيل: إن الصحيح وقفه على كعب. والله أعلم.


(١) بفتح الهاء. وإسكانها خطأ شائع اغتر به عمارة فأسكنها، وكذلك فعل المعلقون الثلاثة.
قال الحافظ الناجي:
"واعلم أن الزهرة المعروفة بفتح الهاء، وأن (زهرة) المنكرة في الأسماء بإسكانها، وقد نص أهل اللغة على ذلك، وكثير من الناس لا يقرؤونها إلا بسكون الهاء في التصحيف، وقد ذكروا أن ذلك من لحن العوام فتنبه".
قلت: وهو بضم الزاي كما في "المعجم الوسيط".
(٢) قلت: في حفظه ضعف، وفيه علة أخرى وهي جهالة شيخه موسى بن جبير، ولذلك استنكر هذا الحديث الإِمام أحمد وأبو حاتم، وكيف لا وفيه وصف الملكين بخلاف نص القرآن الكريم: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. انظر "الأحاديث الضعيفة" (١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>