للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرحمنِ بنَ عوفٍ رضي الله عنه يدخلُ الجنَّة حَبْواً (١) لِكَثْرَةِ مالِه، ولا يسْلَمُ أجْوَدُها مِنْ مَقالٍ، ولا يْبلُغُ منها شْيءٌ بانْفِرادِه دَرجَة الحَسَنِ. ولقد كان مالُه بالصفة التي ذكَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "نِعْمَ المالُ الصالحُ لِلرَّجُلِ الصالحِ". فأنَّى يُنقَصُ درجاتُه في الآخرة أو يقصرُ به دونَ غيرهِ مِنْ أغنياءِ هذه الأمَّةِ، فإنَّه لمْ يَرِدْ هذا في حقِّ غيرهِ، إنّما صحَّ: "سَبَق فُقراءُ هذه الأُمة أغْنياءَهُم" على الإطلاق. والله أعلم".

١٨٥٤ - (٨) [ضعيف جداً] وعن أبي أُمامةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

"أُرِيتُ أنِّي دخلتُ الجنَّةَ، فإذا أعالي أهل الجنَّةِ فقراءُ المهاجِرينَ وذرارِي المؤمِنينَ، وإذا ليسَ فيها أحَدٌ أقلُّ مِنَ الأغنياءِ والنساءِ. فقيلَ لي: أمَّا الأغنياءُ فإنَّهم على البابِ يحاسَبون ويُمَحّصونَ، وأمّا النساءُ فألْهاهُنَّ الأحْمرانِ الذهبُ والحريرُ" الحديث.

رواه أبو الشيخ ابن حيان وغيره من طريق عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه. [مضى ١٨ - اللباس /٥].


(١) قال الناجي: "لا أعلم هذا ورد إلا من حديث عائشة وعبد الرحمن بن عوف نفسه، أما الأول: فرواه الإمام أحمد في "مسنده" من طريق عمارة بن زاذان، وهو من الأحاديث التي أمر أحمد أن يضرب عليها وقال: إنه كذب منكر. وقد رواه البزار من طريق أغلب بن تميم أيضاً. وأما الحديث الثاني: فقد رواه البزار أيضاً بإسناد فيه ضعف، ورواه السراج في "تاريخه" بسند رجاله ثقات. وأما ذكر استبطاء عبد الرحمن فقد ذكره المصنف من حديث ابن أبي أوفى، وفي سنده لين. ورواه أحمد بسند ليِّن أيضاً من حديث أبي أمامة، وهو الذي أورده الشيخ من كتاب أبي الشيخ [فيما يأتي] قريباً لكن اختصر عبد الرحمن واستبطاءه. وعند أحمد فيه: فإذا أكثر أهل الجنة [فقراء المهاجرين] ".
قلت: والزيادة مني، استدركتها من "المسند" (٥/ ٢٥٩)، ولعلها سقطت من قلم المؤلف.
ونحوه قوله: "قريباً"، لعله سبق قلم منه، فإنه لم يذكره المؤلف إلا بعد حديث، وهو الآتي هنا بعد هذا، ولذلك وضعتها بين معكوفتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>