قال البغوي:"لا يحكم لهم بجنة ولا نار بل أمرهم موكول إلى علم الله فيهم كما أفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقال ابن القيم: في الاستدلال هذا نظر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجب فيهم بالوقف ولمن وكل علم ما كانوا يعلمون إلى الله سبحانه، والمعنى: الله أعلم بما كانوا يعملون لو عاشوا فيعلم القابل المهدي والعامل به والقابل منهم للكفر المؤثر له .... وأنه يعلم منهم ما هم عاملون بتقدير حياتهم".
وقال النووي: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو في الجنة". أ. هـ.
واخرج البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث (١) إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم".
أقول:
أفلا يكون الأولاد في الجنة خاصة وقد وردت نصوص أنهم يشفعون لآبائهم وأمهاتهم.
وقال المحقق الأستاذ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على شرح السنة: إن المذهب الصحيح الذهب ذهب إليه المحققون من العلماء وارتضاه جمع من المفسرين والمتكلمين هو أنهم في الجنة واحتجوا بما رواه البخاري في صحيحه من حديث سمرة بن جندب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم رؤيا؟. قال فيقص عليه ما شاء الله أن يقص، وأنه قال لنا ذات غداة:"أتاني الليلة آتيان" .... فذكر حديث، وفيه ... "وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم وأما الولدان الذين حوله: فكل مولود مات على الفطرة" قال؟: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وأولاد المشركين".