للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٦ - * روى الشيخان وأبو داود والنسائي عن ابن عباس، سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال: "الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين".

وهذان النصان يؤكدان فكرة تأديب الشارع للمسلم أن يفوض في أمر الصغار لما يترتب على ذلك من حكم، ومن أمثال هذا أخذ العلماء فكرة أدب الوعظ وأدب العلم، فأدب الواعظ ألا يدخل في تفصيلات تخفف من قوة التأثير والتأثر أو تؤدي إلى إثارة أسئلة عند العامة أو تؤدي إلى تشويش عقائد العامة أو تستدرجهم لمواطن فتنة في الرأي أو في العمل، وأدب العالم مع طلاب العلم أن يدرجهم في التعليم حتى يوصلهم إلى أن يفهموا دقائق العلوم وعويصات المسائل. فأدب الواعظ: ليس كل ما يعلم يقال، وأدب العالم مع طلاب العلم الذين يؤهلون للإمامة في الدين أن يقول لهم كل شيء مع ملاحظة التدرج، وتشهد لذلك كثير من نصوص السنة.

كما أخذ العلماء من الأحاديث فكرة الحكم العقلي والحكم الشرعي، والواجب العقلي لله، والواجب الشرعي، فمثلاُ: قالوا: إن قدرة الله صالحة أن تعذب الكافر والمؤمن، فالواجب العقلي أن نعتقد أنه يجوز على الله أن يعذب الكافر والمؤمن، ولكن إذ ورد الشرع أن الله لا يعذب مؤمناً، فقد أصبح الواجب الشرعي أن نؤمن بأن الله لا يعذب مؤمناً ولا يترك كافراً، والأحاديث التي بين أيدينا تدل على هذا المذهب الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة، وخالفهم فيها المعتزلة، وهذه من عويصات المسائل التي لا يدركها إلا العلماء المحققون. ويتفرع عنها مسائل كثيرة تذكر في كتاب العقائد.

ولنعد إلى موضوعنا:

فمن أقوال العلماء في أطفال المشركين ما يلي:


١١٦ - البخاري (٣/ ٣٤٥) ٢٣ - كتاب الجنائز ٩٢ - باب ما قيل في أولاد المشركين.
مسلم (٤/ ٢٠٤٩) ٤٦ - كتاب القدر ٦ - باب معنى كل مولود يولد على الفطرة.
أبو داود (٤/ ٢٢٩) كتاب السنة ١٨ - باب في ذراري المشركين.
النسائي (٤/ ٩٥) ٢١ - كتاب الجنائز ٦٠ - باب أولاد المشركين.
شرح السنة (١/ ١٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>