نزول عيسى عليه السلام قبل الآخرة" ص ٣١: "وليس في قول الإمام ابن جرير الطبري: "وأولى الأقوال بالصحة) ما يحتج به أن تلك الأقوال مشتركة في أصل الصحة، وكيف وقد ذكر بينها ما هو معزو إلى النصارى؟ ولا يتصور أن يصح ذلك في نظره، بل كلامه هذا من قبيل ما يقال: فلان أذكى من حمار، وأفقه من جدار، كما يظهر من عادة ابن جرير في "تفسيره" عند نقله لروايات مختلفة، كائنة ما كانت قيمتها العلمية، وقد يكون بينها ما هو باطل حتمًا، فلا يكون لأحد إمكان التمسك بمثل تلك العبارة في تقوية الروايات المردودة".
قلت: وهذه قاعدة وفائدة تستفاد لفهم كلام ابن جرير في "تفسيره" فاعلمها واشدد عليها بيديك، فغنها من العلم المكنون.
ومنهم: الإمام المفسر ابن عطية الغرناطي الأندلسي، فقد قال في "تفسيره": "وأجمعت الامة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى في السماء حي، وأنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويقتل الدجال، ويفيض العدل، وتظهر به ملة محمد صلى الله عليه وسلم، ويحج البيت، ويعتمر". انتهى
ومنهم: العلامة الشوكاني اليمني، قال في كتابه:"التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح" بعد أن ساق الأحاديث الواردة في ذلك: "فتقرر أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، والاحاديث الواردة في الدجال متواترة، والأحاديث الواردة في نزول عيسى بن مريم متواترة". كما نقله عنه أستاذنا العلامة الشيخ عبد الله ابن الصديق الغماري فرج الله عنه في كتابه:"عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام" ص ١١.
ومنهم: شيخ شيوخنا العلامة المحدث الشريف سيدي محمد بن جعفر الكتاني رحمه الله تعالى في كتابه: "نظم المتناثر من الحديث المتواتر": ص ١٤٧ حيث قال: "وقد ذكروا أن نزول سيدنا عيسى عليه السلام ثابت بالكتاب والسنة والإجماع. ثم قال: والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، وكذا الواردة في الدجال وفي نزول عيسى ابن مريم عليه السلام" اهـ (التصريح).